سجّل البحر الأبيض المتوسط أعلى متوسط حرارة لسطح المياه خلال شهر يونيو/جوان المنقظي على الإطلاق، بلغت 26.01 درجة مئوية، وفق تحليل هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية لبيانات برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.

ويفوق هذا الرقم المعدلات الموسمية المسجلة بين عامي 1991 و2020 بنحو 3 درجات مئوية، ويتخطى 4 درجات قرب السواحل الفرنسية والإسبانية، حسب تيبو غينالدو الباحث في مركز دراسات الأرصاد الجوية عبر الأقمار الصناعية في لانيون. 

ظروف جوية استثنائية وراء الارتفاع القياسي 

أوضح غينالدو أن هذا الارتفاع غير المسبوق يعود إلى ظروف جوية تجمع بين حرارة مرتفعة وقلة الرياح وشمس قوية، ما يجعل البحر المتوسط يتحمل "وطأة الحر"، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة مرشحة للبقاء مرتفعة خلال الأسبوع الجاري.

ويؤدي البحر دورًا محوريًا في امتصاص الحرارة الزائدة الناتجة عن الأنشطة البشرية، إذ تستوعب المحيطات نحو 90% من هذه الطاقة، ما يجعلها من أبرز مؤشرات تغير المناخ. 

 موجات حر بحرية تضرب التنوع البيولوجي 

منذ 2023، يسجل البحر المتوسط موجات حر متكررة، مع ارتفاع مطرد في درجات الحرارة خلال الأشهر الباردة، حيث ترتفع الحرارة بمعدل درجة مئوية واحدة سنويًا بين أكتوبر/تشرين الأول وأبريل/نيسان.

كما شهد خليج الأسد موجة حر بحرية شبه دائمة منذ أبريل/نيسان الماضي.

يُذكر أن أعلى حرارة مطلقة لسطح مياه البحر المتوسط سُجلت في 15 أغسطس/أب 2024، عندما بلغ المتوسط 28.47 درجة مئوية، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في يوليو/تموز 2023.

وتؤثر هذه الموجات الحرارية البحرية بشكل حاد في التنوع البيولوجي، فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة Global Change Biology أن موجات الحر بين 2015 و2019 تسببت في نفوق جماعي لنحو 50 نوعًا بحريًا بين السطح وعمق 45 مترًا، من ضمنها الشعاب المرجانية وقنافذ البحر والرخويات